عمار السامر
تنظر هذه الايام ملايين المؤمنين الذاهبين الى زياره أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، من جميع مدن والأرياف يتوجهون الى قبله العاشقين إنما يعبرون بمسيراتهم الطويلة مشيا على الاقدام، متحملين جميع الظروف الصعبة من الارهاب والمطر والبرد والحر عن إسنادهم لكلمة الحق، ووقفة البطولة الخالدة للإمام الحسين (عليه السلام) التي أعادت مسار الاسلام الى طريق الصواب، بعد أن حرفه عن ذلك أعداء الاسلام مثل يزيد ابن معاوية وعبيد الله ابن زياد وغيرهم. وتؤكد هذه المسيرات، إيجابية الشخصية التي تشارك بمثل هذه الشعائر والطقوس، والفعاليات ذات النزوع المشترك حيث يصبح الجميع، تحت هدف واحد هو تأييد الامام الحسين (عليه السلام) ثم الاستعداد التام للسير في طريق الحق.
يمكن للمعنيين أن ينظروا هذه المسيرات المليونية التي تتوجه الى مرقد الامام الحسين (عليه السلام) في الأربعينية بالطريقة التي تبني الانسان، وتجعل منه عاملا مساعدا، على التغيير نحو الافضل، من خلال الاستعداد المتواصل للجموع المشاركة في العمل الجماعي المتمثل بالاندماج في المجاميع المتوجهة الى كربلاء المقدسة وحين يعترض البعض على هذه العقيدة ويعلن بأنها مضيعة لجهود الناس وما شابه ذلك فإنه يغفل تماما عن الطابع الحقيقي لهذه العقيدة ويغفل السير للمشاركة فيها الى التفاعل والعطاء الأيماني الذي يجمعهم مع الآخرين في هدف ومبدأ واضح ومحدد وهو رفض الظلم والتطلع الى التقدم والبناء الامثل للإنسان.
قال الامام علي بن موسي الرضا(ع) : من زار الحسين بكربلاء کا نما زار الله بعرشه
وهكذا فإن المشاركين في المسيرات المليونية المتواصلة نحو كربلاء المقدسة إنما يعبرون عن وحدة الموقف والكلمة لهذه الملايين ولموقف الامام الحسين (عليه السلام) وهذا بحد ذاته تعبير واضح ودقيق عن ميول الانسان متوجهة الى الحق وهذا أيضا ما يُطلق عليه فطرة الانسان التي تدفعه نحو الصواب.
وثمة التلاحم الاجتماعي الذي ينتج عن هذه المسيرات حيث يشترك الجميع في تقديم الخدمات المطلوبة للزائرين وهم يقطعون مئات الكيلومترات مشيا على الاقدام فيجدون ما يحتاجونه من طعام وشراب ومكان للراحة وحتا المبيت ولانتعجب عن كل هذا فان كل هذه الامور والمحبة الى هذا الرجل انه ليس من عند البشر بل من عند الله الذي زرع حبه في قلوب المؤمنين