الوضع الاقتصادي للعراق بعد عام 2003؟


 

بقلم: عمار السامر
في عام 2003 عندما أطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بنظام صدام حسين في حرب الخليج الثانية في العراق، كان ذلك بمثابة بداية لتغييرات كبيرة للمواطنين العراقيين واقتصادهم على حد سواء. وفي عهد صدام حسين فرض على العراق عقوبات دولية لم يتم رفعها حتى عام 2014 بعد ما يقرب من عقدين من العزلة عن الأسواق والاستثمارات الخارجية بسبب الصراع مع الدول المجاورة مثل إيران والكويت خلال حكم صدام بين 1980-2003. . شهدت هذه الفترة الطويلة أضرارًا كبيرة على المستوى الاقتصادي حيث وصلت مستويات البطالة إلى ما يقرب من 40 ٪ واجتماعيًا مع ضعف الخدمات الصحية بسبب الافتقار إلى الأموال المتاحة من عائدات النفط مما أدى إلى انتشار الفقر في كثير من المناطق الحضرية.
مع مرور الوقت، بدأت جهود إعادة البناء تتبلور، ولكن في الآونة الأخيرة فقط بدأت الأمور في الظهور مرة أخرى بفضل الاستثمار المتجدد إلى حد كبير في مشاريع البنية التحتية مثل شبكات الكهرباء والجسور والطرق وما إلى ذلك. علاوة على ذلك، فإن زيادة الطاقة الإنتاجية داخل قطاع النفط تعني إمكانية توليد المزيد من الأموال من خلال الصادرات وبالتالي توفير المزيد من الموارد اللازمة للحكومة ومعالجة القضايا المتعلقة بالخدمات العامة والتعليم والرعاية الصحية وما إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك، فإن القروض المقدمة من البنك الدولي لصندوق النقد الدولي تساعد في تحفيز نشاط القطاع الخاص وخلق فرص عمل، وخفض مستويات الدين الوطني وتعزيز تنمية الأعمال التجارية في جميع أنحاء البلاد.
على الرغم من هذا التقدم على الرغم من أن هناك الكثير من العمل الذي تم إنجازه، إلا أن الأمر أعاد الوضع العراقي السابق إلى ما كان عليه قبل الحرب، ولا سيما بالنظر إلى حقيقة أن أكثر من 20٪ من السكان يعيشون تحت خط الفقر في حين أن معدل التضخم لا يزال مرتفعاً عند حوالي 15٪. ومع ذلك، فإن هذه التحسينات الأخيرة تشير إلى أن أيامًا أفضل تنتظرنا، لذا فإن الجهود المستمرة التي تبذل في الصناعات الوطنية النامية تحافظ على الاستقرار السياسي بشكل عام ..