الشباب والمستقبل المجهول



عمار السامر
الشباب هم الأمل ومستقبل الأوطان ,وهم العمود البلدان, وهم الضياء التي يضيء المستقبل وهم الذين يقع عليهم العبا الأكبر لبناء الوطن وتحديد مصيره وهدف تتجلى لأجله وتُسخر له كل الإمكانيات، باعتباره روح الشعوب ومصيرها المستقبلي، فهم قاعدة النهوض بالمهام والواجبات للقادم من الأزمان والشباب هم الهدف الذي تتمحور حوله خطط ومناهج الدول لأجل إعداد صحيح يتلاءم وطبيعة واقع تلك البلدان وتوفير ما يمكن توفيره لمساعدة هؤلاء والتحضير الأمثل لمرحلة زمنية يكون فيها الشباب هم القادة وهم المحور الرئيسي في عملية بناء مستقبلية تسهم في تطور أوطانهم وفق أسس صحيحة  توفرها مرحلة الإعداد السليم و والظروف المناسبة التي كانت تحيط بهؤلاء وفقاً لتوجهات سليمة تعدها البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول والتحضير الصحيح لتولي الشباب  مهمة الإمساك  بزمام الأمور ويعطوهم الدور الأكبر . 
وان الشباب العراقي وعلى مستوى السنين وفترات طويلة، يمثل الفئة الأكثر حرماناً بين شباب العالم، ذلك إن الشباب في العراق، بقي الخوف من المستقبل المجهول بل إن هذه الفئة ظلت تعاني وعلى مرّ السنين من الزمن، من واقع معيشي صعب بل إن الظروف الصعبة التي كان يعيشها البلد، قد جعلت هؤلاء الشباب في ميادين الحرب والظلم والاضطهاد وجهاً لوجه مع الحديد والنار ولم يكن هنالك أي بادرة أمل أو تفكر بالمستقبل سوى البقاء على قيد لحياة دون الاهتمام بأي أمر آخر، يضاف إلى ذلك إن الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي أجبرت المواطن العراقي بصورة عامة والشباب بصورة خاصة، على التفكر بكيفية الحصول على ما يسد جوعه فقط دون غيرها، فلم يكن هنالك أية بادرة أمل للتأمل والتفكر بالمستقبل وكيف سيكون ذلك المستقبل إذا ما وصله الإنسان، وبلغه وهو مجرد من كل مقومات النجاح، فلا شهادة محترمة ولا عمل مستقر ولا غاية محددة ولا هدف منشود، فكيف له أن يكون ناجحا، وهذا يعطيه تصور قد يكون منطقياً نوعاً ما رغم الضبابية التي تعتريه، ذلك لتصور هو لا حاضر ولا مستقبل، وهذا التصور رغم فساوته إلاّ إنها قد تكون الحقيقة المرة.
ورغم قساوة تلك الظروف في الزمن الماضي والحاضر وشدتها، إلاّ إن هنالك نماذج بطولية لأعداد كبيرة من الشباب خاضوا تلك الظروف الصعبة، إلاّ إنهم كانوا بمستوى التحدي فلم تقف في وجههم أي ظرف صعبة عن مهمة الصناعة المستقبل، فكانوا يعملون ويدرسون في وقتٍ واحد، رغم كل المضايقات والتحديات، إلاّ إنهم كانوا يتمسكون بخيط الأمل بأن تلك الظروف مصيرها إلى زوال ولا بدّ من أن يأتي الوقت الذي يُكرم فيه المرء على مجهوده وعلى مثابرته فكان لهم ما أرادوا.